• اخر الاخبار

    السبت، 17 أكتوبر 2015

    قصص وحكايات بالدارجة: واد المهابيل


    واد المهابيل ـ قصة قصيرة بالدارجة المغربية ـ  كان في قديم الزمان، في واحد الدوار معزول وسط الجبال، كان واحد الشيخ كبير في السن، نبيه ولسانو ماكينطق غير بالحكمة، وكانوا كاع ناس الدوار كايستاشروه في الأمور والشؤون ديالهوم، اللي جا عندو كايزحف كايرجع واقف على رجليه، واللي جا عندو مهموم كايرجع ناشط وفرحان، هاذ الشيخ كانت عنده مكانة خاصة في الدوار، وكانت هضرتو هي اللي مسموعة. كولشي كان غادي مزيان وبدون مشاكل حتى لواحد النهار، جمع الشيخ ناس الدوار كاملين وبغى يخبرهوم بشي حاجة مهمة وخطيرة.
    فاش تجمعوا الرجال والنساء ديال الدوار كاملين قدام دار الشيخ، خرج وحط كرسي وسط الجماعة وبقى غير ساكت وعقلو سارح وحتى حاجة ماقالها. الناس بدى كيجيهوم الملل، وكل واحد بقى كايشوف في الأخر.
    ـ وا السي الشيخ، من الصباح وحنا كانتسناو ومازال ماقلتيش لينا علاش جمعتينا.
    ـ هاذ الأمر اللي غادي نقول ليكوم مهم وخطير، عطوني وذنيكوم وحلوا معايا عقلكم مزيان.
    اخبرهوم بأن من هنا 5 أيام، المياه ديال الواد اللي كايشرب منها الدوار كامل غادي تقطع، وغادي تبقى مقطوعة مدة ديال 5 أيام أخرى، ومن بعد هاذ المدة غادي ترجع تدفق من جديد، ولكن اللي غادي يشرب منها غادي يحماق. هاذشي علاش نصحهوم باش يديرو خزان كبير، ويخبيو كل ما في استطاعتهم أنهم يجمعوه من الماء فهاذ 5 أيام اللي بقات ليهم، ومايشربوا غير من المياه اللي جمعوا في هاذ الخزان.
    بدى كل واحد من الحاضرين كايشوف في الأخر باستغراب وتهكم، وبداو كايضحكوا من كلام الشيخ اللي عتابروه سخيف ومثير للسخرية، وقرروا أنهم مايعملوش بالنصيحة ديالو، وفعلا ذاكشي اللي كان تنبأ بيه الشيخ هو فعلا اللي وقع، دازت 5 أيام وهو يتقطع الماء من الواد، ومن بعد 5 أيام أخرى رجع الماء كايتدفق من جديد، وكاع الناس ديال الدوار شربو منو.
    اعتكف الشيخ فدارو، وفهاذ المدة بقى كايشرب غير من الماء اللي جمعو قبل مايتقطع الواد، حتى لواحد النهار قرر باش يخرج يشوف أش واقع لناس الدوار. تصدم فاش شاف كاع رجال ونساء الدوار حماقو وتسطاو، وبداو كايديرو شي تصرفات وحركات غريبة، وغير كايشوفوه كايبداو يشيرو عليه بصباعهوم وكايغوتو: "وا الحمق، وا الهبيل...". ولكن في الحقيقة راه هوما اللي حمقين، أما الشيخ راه باقي بعقلو.
    استمر الحال على ماهو عليه أيام وشهور طويلة، حتى بدا الشيخ كايحس براسو ولا معزول على ناس الدوار، وأن حتى حد فيهم مابقى كايفهمو.
    شاف حتى عيا ومن بعد تفكير طويل، قرر أنه يدير واحد الخطوة جريئة. مشى للماء اللي كان جامعو في الدار قبل مايتقطع الواد، وخواه كاملو ماخلى حتى قطرة، وهبط للواد شرب منو حتى عمر كرشو، ومن بعد دقائق ولا حتى هو كايدير نفس الحركات والتصرفات ديالهوم، وولا حمق بحالهوم. فاش شافوه الناس على ذيك الحالة عاد بداو كايقولو: "الحمد لله، الشيخ كان مسطي دابا عاد رجع ليه عقلو".
    أشنو يمكن لينا نفهموا من هاذ القصة؟ يمكن لينا نستخلصوا منها عبر مفيدة: أولها أن الأمور الصحيحة لا تقاس أبدا بعدد الناس اللي كايديروها، يقدر يكونوا الآلاف كايقوموا بأشياء خاطئة وهوما كايعتاقدوا أنها صائبة، وأنت بوحدك اللي كاتدير الشيء الصحيح وبلا ما تعرف، لذلك خاص الواحد ديما يثيق فراسو ويآمن بالقدرات ديالو ويكمل حتى النهاية، وعمرو يشوف اللور.
    أما العبرة الثانية فهي أنه ماكاين باس بعض المرات الشخص يتنازل على بعض الأشياء اللي كان كايعتبرها مهمة في حياتو، في سبيل إرضاء الناس اللي عزازين عليه..
    كريم بلمزرار
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: قصص وحكايات بالدارجة: واد المهابيل Rating: 5 Reviewed By: Samy Souhail
    إلى الأعلى